«فليس لمؤمنٍ أن يختار شيئًا بعد أمره ﷺ، بل إذا أمر فأمرهُ حَتمٌ، وإنما الخِيرة في قول غيره إذا خفيَ أمرهُ وكان ذلك الغَيرُ من أهل العِلم به وبسُنته، فبهذه الشّروط يكون قول غيره سائغَ الاتباع، لا واجب الاتباع، فلا يجبُ على أحد اتباع قول أحدٍ سواه، بل غايتهُ أنه يسوغُ له اتباعه، ولو ترك الأخذ بقول غيره لم يكن عاصيًا لله ورسوله»
زاد المعاد لابن القيم(١١)📚
«فجذبه -البلد الحَرام- للقلوب أعظمُ من جذب المغناطيس للحَديد،
فهو الأولى بقول القائل :
محاسنهُ هيُولى كُلِّ حُسن
ومِغناطيسُ أفئدة الرِّجالِ »
زاد المعاد لابن القيم(٢٨)📚
«بل غارُ حراء الذي ابتُدئ فيه بنزول الوحي، وكان يتحرّاهُ-ﷺ- قبل النّبوّة، لم يقصدهُ هو ولا أحد من أصحابه بعد النّبوّة مُدّة مقامه بمكة، ولا خُصّ اليوم الذي أُنزل فيه الوحي بعبادة ولا غيرها، ولا خُصّ المكان الذي ابتدئ فيه الوحي ولا الزمان بشيء، ومن خَصّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله، كان من جنس أهل الكِتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسيم وعبادات، كيوم المِيلاد، ويوم التّعمِيد، وغير ذلك من أحواله»
زاد المعاد(٣٨)📚
«إن الله سُبحانهُ أجرى العادَة البشريّة، أن بِكرَ الأولاد أحبُّ إلى الوالِدَين ممن بعده..»
زاد المعاد(٥٧)📚
«وكذلك توبةُ أُمّتهِ أكملُ من توبة سائر الأُمم وأسرعُ قبولًا وأسهلُ تناولًا، وكانت توبة من قبلهم من أصعب الأشياء، حتى كان من توبة بني إسرائيل مِن عبادة العِجل، قتلُ أنفسِهم، وأمّا هذه الأُمّة فلِكرامتها على الله تعالى، جعل توبتها النَّدم والإقلاع »
زاد المعاد (٨٣)📚
«واتَّفقتِ الأُمَّةُ على كُفرِ قاذِفِها -يعني عائِشة رضي الله عنها-»
زاد المعاد(٩٤)📚
خمس مواضع تكون فيها الأنثى على النِصف من الذكر:
١-العِتق
٢-العقيقة
٣-الشهادة
٤-الميراث
٥-الديّة
زاد المعاد(١٦٣)📚
قال أبو هريرة رضي الله عنه:
«ما رأيتُ شيئًا أحسنَ من رسول الله ﷺ، كأنَّ الشَّمسَ تجري في وجهه، وما رأيتُ أحدًا أسرعَ في مشيته من رسول الله ﷺ، كأنّما الأرض تُطوى له، وإنّا لنُجهد أنفسنا وإنَّهُ لغيرُ مُكترث»
زاد المعاد(١٧٤)📚
الفرق بين بُكاء السّرور والفرح وبُكاء الحُزن، أنَّ دمعة السّرور بارِدة والقلب فرحان، ودمعةُ الحُزن حارَّة والقلبُ حزين
زاد المعاد (١٩٩)📚
والسُّنن الثّابتة عن رسول الله ﷺ لا تُدفع ولا تُردُّ بعمل أهل بلدٍ كائنًا من كان، وقد أحدث الأُمراء بالمدينة وغيرها في الصّلاة أمورًا استمر عليها العمل ولم يُلتفت إلى استمراره، وعمل أهل المدينة الّذي يُحتجُ به ما كان في زمن الخُلفاء الراشدين، وأمّا عملهم بعد موتهم وبعد انقراض عصر من كان بها من الصّحابة، فلا فرق بينهم وبين عمل غيرهم، والسُّنّة تحكُمُ بين النّاس، لا عملُ أحدٍ بعد رسول الله ﷺ وخُلفائهِ
زاد المعاد(٣٠٣)📚
قال أحمد بن حنبل:
لولا ما روي عن النبي ﷺ لرأيت السجود-السهو-كله قبل السلام؛ لأنه من شأن الصلاة، فيقضيه قبل السلام ولكن أقول: كل ما روي عن النبي ﷺ أنه سجد فيه بعد السلام، فإنه يسجد فيه بعد السلام، وسائر السهو يسجد فيه قبل السلام.
زاد المعاد(٣٣٦)📚
«إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع، فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قِبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه، فهنالك لا يكره التغميض قطعًا، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة..»
زاد المعاد(٣٤٠)📚
وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه أنَّه قال: ما تركتها-آية الكرسي-عقيب كل صلاة
زاد المعاد(٣٥٢)📚
كان عبد الله بن مسعود يصلي بعد الزوال ثمان ركعات، ويقول: إنهنّ يعدلنَّ بِمثلهنّ مِن قيام الليل.
وسر هذا-والله أعلم- أن انتصاف النهار مقابل لانتصاف الليل، وأبواب السماء تُفتح بعد زوال الشمس، ويحصل النزول الإلهي بعد انتصاف الليل، فهما وقتا قرب ورحمة، هذا تفتح فيه أبواب السماء، وهذا ينزل فيه الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا.
زاد المعاد (٣٦٠)📚
قال السائب بن يزيد:
لقد رأيتُ الناس في زمن عمر بن الخطاب، إذا انصرفوا من المغرب، انصرفوا جميعًا حتى لا يبقى في المسجد أحد، كأنه لا يصلون بعد المغرب حتى يصيروا إلى أهليهم.
زاد المعاد(٣٦٤)📚
عن مكحول أن رسول الله ﷺ قال:
«من صلّى ركعتين بعد المغرب قبل أن يتكلم، رُفِعت صلاتهُ في عِلِّيّين»
زاد المعاد(٣٦٦)📚
سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول:
سُنة الفجر تجري مجرى بداية العمل، والوتر خاتمته. ولذلك كان النبيّ ﷺ يصلي سُنة الفجر والوتر بسورتي الإخلاص وهما الجامعتان لتوحيد العلم والعمل، وتوحيد المعرفة والإرادة، وتوحيد الاعتقاد والقصد.
زاد المعاد(٣٦٩)📚
وأما ابن حزم ومن تابعه، فإنهم يوجبون هذه الضجعة -بعد ركعتي سنة الفجر-، ويبطل ابن حزم صلاة من لم يضطجعها، بهذا الحديث، وهذا مما تفرد به عن الأمة
زاد المعاد(٣٧٣)📚
سُئل -أحمد بن حنبل-عن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر قال: ما أفعله، وإن فعله رجل، فحسن.
زاد المعاد(٣٧٦)📚
جاء مجموع ورده ﷺ الراتب بالليل والنهار:
١٧ فرضًا
١٠ أو ١٢ سنة راتبة
١١ أو ١٣ ركعة قيامه بالليل
المجموع=٤٠ -ركعات-
«فينبغي للعبد أن يواظب على هذا الورد دائما إلى الممات، فما أسرع الإجابة وأعجل فتح الباب لمن يقرعه كل يوم وليلة أربعين مرة!. والله المستعان.»
زاد المعاد(٣٨٤)📚
«أهل القرآن هم العالِمون به، والعامِلون بِما فيه، وإن لم يحفَظوه عن ظهرِ قلب.
وأمّا من حفظهُ ولم يفهمهُ ولم يعمل بِما فيه، فليسَ من أهلهِ وإن أقام حروفه إقامةَ السّهم.»
زاد المعاد(٤٠٢)📚
قال ابن مسعود:
«لا تهذوا القرآن هذ الشعر، ولا تنثروه نثر الدّقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمّ أحدكم آخر السورة»
زاد المعاد(٤٠٦)📚
«وإنما أوصى ﷺ أبا هريرة بذلك، لأنه قد روي أن أبا هريرة كان يختار درس الحديث بالليل على الصلاة، فأمره بالضحى بدلا من قيام الليل، ولهذا أمره ألا ينام حتى يوتر، ولم يأمر بذلك أبا بكر وعمر وسائر الصحابة.»
زاد المعاد(٤٣٣)📚
وأما حديث نعيم بن همَّار:
«ابن آدم لا تعجزني عن أربع ركعات في أول النهار، أكفك آخره»..
فسمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذهِ الأربع عندي هي الفجر وسُنتها.
زاد المعاد (٤٣٧)📚
في الحَديث الّذي رواه أنس أنَّ جبريل يقول للنبي ﷺ
«فأهل الجَنَّة يتباشرون في الجَنَّة بِيوم الجُمعة، كما يتباشرُ أهل الدُّنيا في الدُّنيا بالمَطَر ».
زاد المعاد(٤٥٢)📚
عن عبد الله بن مسعود قال:
«سارعوا إلى الجُمعة في الدّنيا، فإنَّ الله تبارك وتعالى يبرز لأهلِ الجَنَّة في كل جمعة على كثيبٍ مِن كافور أبيض، فيكونون منهُ سبحانه بالقُرب على قدر سُرعتِهم إلى الجُمعة، ويحدث لهم من الكَّرامة شيئًا لم يكونوا رأوهُ قبل ذلك، فيرجعون إلى أهليهم وقد أحدث لهم»
زاد المعاد(٤٥٦)📚
«ورسول الله ﷺ سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة، فإنّما نالته على يده، فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة، وهو يوم عيد لهم في الدنيا، ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يرد سائلهم، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكره وحمده وأداء القليل من حقه ﷺ أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته.»
زاد المعاد (٤٦١)📚
عن نعيم بن عبد الله المجمر، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أن يجمر مسجد المدينة كل جمعة حين ينتصف النهار.
قلت-ابن القيم-: ولذلك سُمِّي نعيم المجمر.
يجمر: يُبخّر
زاد المعاد(٤٧١)📚
عن حسان بن أبي عطية قال:
«إذا سافر الرجل يوم الجمعة دعا عليه النهار أن لا يعان على حاجته، ولا يصاحب في سفره.»
زاد المعاد(٤٧٥)📚
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:
«أن ناسا من أصحاب رسول الله ﷺ اجتمعوا فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة.»
زاد المعاد(٤٨٣)📚
كان سعيد بن جُبير إذا صلَّى العصر-يوم الجمعة- لم يُكلم أحدًا حتى تغرب الشمس
زاد المعاد(٤٨٧)📚
من صحَّ له يوم جُمعته وسلَّم سلمت له سائر جُمعته، ومن صحَّ له رمضان وسلَّم سلمت له سائر سَنَته، ومن صحت له حَجَته وسلمت له، صحَّ له سائر عُمرهِ، فيوم الجُمعة ميزانُ الأسبوع، ورمضان ميزانُ العام، والحج ميزانُ العُمر.
زاد المعاد(٤٩٢)📚
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق